هل كان اليهود يستخدمون الأشهر القمرية
السؤال
هل قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في شهر محرم أم ربيع الأول؟ وهل كان اليهود يستخدمون الأشهر العربية في دينهم أم الميلادية؟
الجواب
الحمد لله.
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت في شهر ربيع الأول، وفقًا لما هو ثابت عند أهل السير.
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة في السابع والعشرين من شهر صفر مع أبو بكر رضي الله عنه، ومكثا في غار ثور ثلاث ليالٍ، ثم انطلقا نحو المدينة. ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في الثاني عشر من ربيع الأول، وفقًا للأقوال الصحيحة عند أهل السير. يمكنك الرجوع إلى “البداية والنهاية” (4/ 443) و”إمتاع الأسماع” (8/ 323) لمزيد من التفاصيل.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: “وذكر الحاكم أن خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة كان بعد بيعة العقبة بثلاثة أشهر أو قريبًا منها، وجزم ابن إسحاق بأنه خرج أول يوم من ربيع الأول، فعلى هذا يكون بعد البيعة بشهرين وبضعة عشر يومًا. وكذا جزم به الأموي في المغازي عن ابن إسحاق، فقال كان مخرجه من مكة بعد العقبة بشهرين وليالٍ، وقال وخرج لهلال ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول”. انتهى من “فتح الباري” (7/ 227).
وقال ابن هشام رحمه الله: “حتى هبط بهما بطن رئم، ثم قدم بهما قباء، على بني عمرو بن عوف، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين، حين اشتد الضحى، وكادت الشمس تعتدل”. “سيرة ابن هشام” (1/ 492).
وقال ابن القيم رحمه الله: “ثم أخذا على طريق الساحل، فلما انتهوا إلى المدينة، وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول”. انتهى من “زاد المعاد” (1/ 90).
بدء التاريخ الهجري من محرم
التاريخ الهجري يبدأ من شهر محرم، وقد بين العلماء سبب ذلك. قال ابن الأثير رحمه الله: “وقال محمد بن سيرين: قام رجل إلى عمر فقال: أرخوا. فقال عمر: ما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن، فأرخوا. فاتفقوا على الهجرة، ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثم قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه”. انتهى من “الكامل في التاريخ” (1/ 13).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: “وقد أبدى بعضهم للبداءة بالهجرة مناسبة، فقال: كانت القضايا التي اتفقت له ويمكن أن يؤرخ بها أربعة: مولده ومبعثه وهجرته ووفاته، فرجح عندهم جعلها من الهجرة، لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة. وأما وقت الوفاة، فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه، فانحصر في الهجرة. وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم، لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ. وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم”. انتهى من “فتح الباري” (7/ 268).
تقويم اليهود ( هل كان اليهود يستخدمون الأشهر القمرية )
كان اليهود في السابق يعتمدون على الأشهر القمرية، بدليل تقويمهم ليوم عاشوراء، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى عليه السلام. ولكن عندما تغلب عليهم النصارى، انتقلت طائفة منهم إلى التقويم الشمسي وبقيت طائفة أخرى على التقويم القمري.
جاء في “العرف الشذي شرح سنن الترمذي” (2/ 179): “لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود صاموا عاشوراء، فسأل أي يوم هذا؟ قالوا: عاشوراء خلص فيه موسى عليه الصلاة والسلام من يد فرعون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق باتباع موسى عليه الصلاة والسلام. وكان دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في ربيع الأول، ولا يمكن فيه عاشوراء المحرم. فلعلهم اتفقوا على عاشر تشرين الأول بيوم دخوله من ربيع الأول، ثم لعل أمره بالصوم كان في عاشر المحرم. ثم أقول: إن اليهود كان بعضهم يصوم عاشر تشرين، وبعضهم عاشر المحرم، فدل على أنهم كانوا على علم بالحسابين الشمسي والقمري”. انتهى
وجاء في “فيض الباري على صحيح البخاري” (3/ 373): “أن الحساب عند اليهود في الأصل بحسب كتبهم السماوية كان قمريًا، وإنما هم حولوه إلى الشمسي. وقد وجد في بعض الزيج والتقاويم: أن الحساب العبري قمري من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا”. انتهى
الأسماء القمرية عند اليهود ( هل كان اليهود يستخدمون الأشهر القمرية )
لا يلزم أن تكون الأشهر عندهم تسمى بنفس تسميات الأشهر العربية، ولم نقف بعد البحث على أسماء أشهرهم القمرية.
والله أعلم.