لا يوجد في الشريعة الإسلامية إجماع على مسألة أن لحم الإبل ينقض الوضوء، ولكن هناك آراء متعددة بين الفقهاء بهذا الشأن. تعود هذه المسألة إلى عدة نصوص وأحاديث نبوية، وبعض الاجتهادات في فهمها.
الأدلة الشرعية
- حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ورد في الحديث الشريف عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: “سُئل النبي صلى الله عليه وسلم أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ. قال: أأتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم، فتوضأ من لحوم الإبل” (رواه مسلم). استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن لحم الإبل ينقض الوضوء لأن النبي أمر بالتوضؤ منه.
- حديث البراء بن عازب: روى البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “توضؤوا من لحوم الإبل ولا تتوضؤوا من لحوم الغنم” (رواه أبو داود). هذا الحديث أيضاً يؤكد على ضرورة الوضوء بعد أكل لحم الإبل.
اختلاف العلماء
بعض العلماء يرون أن هذا الحديث خاص بلحوم الإبل لأن طبيعتها تختلف عن اللحوم الأخرى. وهناك عدة آراء بشأن السبب:
- القول الأول: أن لحم الإبل يثير الأعصاب ويؤدي إلى نشاط الشهوة والغضب، وهذا قد يؤثر على طهارة الإنسان المعنوية، لذا شُرع الوضوء منه تجديدًا للطهارة.
- القول الثاني: هناك من يرى أن الأمر بالوضوء بعد تناول لحم الإبل هو تعبدي محض لا يُعرف سببه بالتحديد، ولكنه يؤخذ به على سبيل الطاعة والامتثال لأمر النبي.
- القول الثالث: بعض الفقهاء مثل الحنفية والشافعية يرون أن الوضوء بعد أكل لحم الإبل ليس واجباً، وأنه أمر مستحب فقط، ولا ينقض الوضوء، استنادًا إلى عدم وجود نص قرآني صريح يُوجب الوضوء بعد أكل اللحم بشكل عام، ولأن الأحاديث التي تأمر بالتوضؤ بعد أكل لحم الإبل فُسرت بأوجه مختلفة.
هل لحم الإبل ينقض الوضوء؟
الرأي المعتمد عند بعض المذاهب، مثل المذهب الحنبلي، هو أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء استنادًا إلى الأحاديث الواردة. بينما ترى مذاهب أخرى، كالمذهب الشافعي والحنفي، أن هذا الأمر ليس واجبًا وإنما مستحبٌّ فقط.
خلاصة القول
المسألة تعد خلافية، ويعتمد المسلم على المذهب الذي يتبعه، أو على من يثق به من العلماء.
الوسوم
وضوء وطهاره