الطب عند الفراعنة وأسرار التحنيط: علم متقدم سبق عصره بآلاف السنين
الطب عند الفراعنة وأسرار التحنيط: علم متقدم سبق عصره بآلاف السنين
يُعتبر الطب عند الفراعنة وأسرار التحنيط أحد أكثر الجوانب المدهشة في الحضارة المصرية القديمة. فقد امتلك المصريون نظامًا طبيًا متطورًا يجمع بين العلم والدين والتجربة، وتركوا نصوصًا طبية تُعد من أقدم الوثائق الطبية في التاريخ، مثل بردية “إدوين سميث” وبردية “إبيرس”. كما اشتهروا بفن التحنيط الذي حيّر العلماء حتى اليوم، سواء بدقته أو بالمواد المستخدمة للحفاظ على الأجساد آلاف السنين.
علم الطب في مصر القديمة: منظومة سبقت عصرها
كان الطب عند الفراعنة قائمًا على مزيج من العلاج العلمي والطقوس الدينية. اعتقد المصريون أن الأمراض قد تكون جسدية أو روحية، ولذلك جمع العلاج بين العقاقير، والعمليات، والتعاويذ الوقائية.
أهم ملامح الطب الفرعوني
-
معرفة تشريحية دقيقة بفضل التحنيط.
-
استخدام أعشاب طبية فعّالة مثل القرفة، الرمان، الحلبة، والعسل.
-
وجود أطباء متخصصين في الجراحة والعيون والأسنان والنساء والولادة.
-
تدوين الأمراض ووصفاتها بدقة في البرديات الطبية.
يمكنك قراءة مقال:
إنجازات المصريين القدماء للتعرف على التطور العلمي لديهم.
البرديات الطبية: أقدم موسوعة علاجية في التاريخ
ترك المصريون أكثر من 12 بردية طبية، تحتوي على مئات الوصفات والتشخيصات.
أهمها:
1. بردية إبيرس
تضم أكثر من 800 وصفة لعلاج:
-
أمراض الجهاز الهضمي
-
الالتهابات
-
أمراض البشرة
-
الطفيليات والديدان
2. بردية إدوين سميث
أقدم وثيقة جراحية في العالم، وصفت:
-
معالجة الكسور والرضوض
-
جراحات الرأس
-
إصابات العمود الفقري
3. بردية كاهون
اختصت بطب النساء والخصوبة وتنظيم الأسرة.
التخصص الطبي عند الفراعنة
كان الطب منظمًا، وللكهنة دور كبير في مراقبته، ومع ذلك تطور ليصبح علمًا مستقلًا.
أشهر التخصصات:
-
جراحون متخصصون: أجروا عمليات دقيقة لإصلاح الكسور.
-
أطباء عيون: بسبب انتشار أمراض العيون من الشمس والغبار.
-
أطباء أسنان: ابتكروا أدوات وعمليات لمعالجة التسوس.
-
أطباء نساء وولادة: كانوا يُجرون اختبارات الحمل المبكرة باستخدام القمح والشعير.
لمعرفة نمط الحياة اليومي يمكن الرجوع لمقال:
الحياة اليومية في مصر القديمة
التحنيط عند الفراعنة: العلم الذي هزم الموت
يُعد التحنيط من أهم أسرار المصريين القدماء.
لم يكن مجرد طقس ديني، بل عملية طبية دقيقة هدفها الحفاظ على الجسد ليستقبل الروح في العالم الآخر.
لماذا اهتم الفراعنة بالتحنيط؟
لأنهم آمنوا بـ:
-
الحياة بعد الموت
-
ضرورة بقاء الجسد ليعود إليه الروح “كا” و”با”
-
الحساب في العالم الآخر
يمكنك قراءة المزيد عن معتقداتهم في:
المعتقدات الدينية عند المصريين القدماء
خطوات التحنيط كما مارسها المصريون القدماء
1. تنظيف الجسد
يُغسل الجسد بالماء والنطرون لإزالة الشوائب.
2. إخراج الأحشاء
-
يُزال الدماغ عبر الأنف باستخدام أدوات دقيقة.
-
تُستخرج أعضاء الصدر والبطن وتوضع في الأواني الكانوبية.
3. التجفيف بالنطرون
تُترك الجثة في النطرون لمدة 40 يومًا لتجف دون أن تتحلل.
4. لفّ الجسد
بعد الدهن بالزيوت والعطور، يُلف الجسد بضمادات كتان محكمة.
5. الطقوس الدينية
تُجرى طقوس فتح الفم لإعداد المتوفى للحياة الأخرى.
6. الدفن
وضع الجسد في تابوت مزخرف داخل قبر مزود بممتلكات المتوفى.
مواد التحنيط: تركيبة مدهشة
استخدم المصريون مواد يصعب إعادة تركيبها حتى اليوم:
-
النطرون لتجفيف الجسد
-
زيت الأرز
-
المر واللبان
-
راتنجات طبيعية مضادة للبكتيريا
-
شمع العسل
-
القار
هذه المواد منعت البكتيريا والفطريات من تحلل الجسد لآلاف السنين.
الطب والتحنيط وتأثيرهما على الحضارة المصرية
أثر الطب والتحنيط في بناء حضارة قوية من خلال:
-
رفع مستوى الصحة العامة
-
تقليل الوفيات بفضل الجراحة والعلاج بالأعشاب
-
توثيق الأمراض مما ساعد على تطور الطب
-
اكتساب معرفة تشريحية دقيقة بفضل التحنيط
-
تكوين نظام ديني–طبي متكامل
الخاتمة
يمثل الطب عند الفراعنة وأسرار التحنيط نموذجًا مذهلًا لعبقرية المصريين القدماء.
فقد استطاعوا الجمع بين العلم والروحانية، وخلقوا نظامًا علاجيًا ينافس النظم الحديثة في الدقة والتنظيم.
ولا تزال مومياءاتهم ونصوصهم الطبية دليلًا حيًا على تقدمهم الاستثنائي الذي سبق زمانه بآلاف السنين.
مصادر خارجيه:




